في السوق الشعبي شارع مزدحم بالمارة , لاتجد لنفسك فيه موطأ قدم , تكاد أن تصطدم بأكتافك كل من يقابلك فيه و الكل يشغلهم مايشغلهم فهذا يبتاع وهذا يجادل في سعر البضاعة وذاك يسير وهو يفكر في أمر قد دهاه كل منهم منشغل وتعلوا احيانا اصوات بعض الباعة وبينما الناس كذلك إذ برجل في يمشي بينهم وقد اتجه صوب الحلاق دخل إليه بشعره الطويل الذي مر عليه قرابة الشهرين ولم يحلقه
\r\n
وما إن وضع بجسمه على كرسي الحلاقة وبدأ الحلاق في تخليصه من شعر رأسه الطويل
\r\n
إذ بصبي يدخل المحل فتبادر الحلاق بالكلام
\r\n
سيدي : هل تعلم ان هذا الصبي غبي !!
\r\n
نظر الرجل بطرف عينه وكأنه يقول له وما ادراك !!
\r\n
سارع احلاق يبرر موقفه فقاطع نظرات الزبون قائلا : لقد حاولت ان اعلمه الفرق بين الريال والخمسة ريالات لكنه لم يستوعب
\r\n
انظر سأريك
\r\n
وتوقف الحلاق عن احلاقه ليثت نظريته في ذلك الصبي
\r\n
مد له بإحدى يديه الخمسة ريالات والأخرى فيها ريال واحد
\r\n
سارع الصبي بالتقاط الريال ثم ولا هاربا ..
\r\n
والحلاق يفاخر امام الزبون بنجاح تجربته ..
\r\n
وعاد إلى عمله حتى أنها حلاقة رأس الرجل
\r\n
لكنه لم يخرج من رأسه سوى الشعر وأثار داخله سؤال احتار فيه حول ذلك الطفل
\r\n
وما إن خرج الرجل من محل الحلاقة
\r\n
وخط بقدمه عائدا لبيته
\r\n
حتى وجد ذلك الصبي في طريقه
\r\n
سارع إليه
\r\n
وسأله قائلا :
\r\n
لماذا اخذت من الحلاق الريال ولم تأخذ الخمسة ؟
\r\n
اجاب الصبي اجابة اذهلة ذلك الرجل فقال :
\r\n
لو أخذت الخمسة لكانت أخر المال الذي أخذه منه لأنني نجحت في امتحانه
\r\n
لكن الريال سيتمر !!
\r\n
---------------------------------------------------------------
\r\n
حقا فالأمور قد لاتبدوا كما يصورها لنا البعض , وكثيرا مانبني في عقولنا أفكارا عن بعض الاشخاص بسبب ماقاله فلان عنهم بينما قد بنا حكمه عليهم من خلال ظن قد ظنه فيهه ونكون نحن ضحية ذلك الظن , لكن بالمقابل لا يعني ان تأخذ كلاىمهم على جانب الهزل وكن فطن فوازن بين الأمرين بالتعامل مع الشخص وكأنك لم تسمع عنه من قبل إلا كل خير وفي حسبانك احتمال ان يكون كلام الناس عنه صحيحا .
\r\n
إن التسرع في الحكم بضواهر الأمور مرض مستفحل وسم يسري بين الناس ولذلك عليك ان لاتتسرع وتقف في الأمور التي لاتعرفها موقف المحايد حتى يتضح الخبر وتشرق سماء الحقيقة صافية , فكم ممن خسر له صديق عزيز بسبب استعجاله في الحكم عليه , فاصبر وفكر وادرس قبل ان تقرر على عجل ثم تندم حين لاينفع الندم .